طرح محمد الطوزي، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، تحدي تدبير حزب العدالة والتنمية لإشكالية العلاقة بين الإيديولوجي والسياسي، باعتبار أن الكفاءات التي يتطلبها موقع الخطاب أو الدعوة ليست هي الكفاءات التي يتطلبها موقع التدبير، وهذه الإشكالية مطروحة على جميع الأحزاب التي لها خلفية إيديولوجية.
وأضاف الطوزي الذي كان يتحدث ضمن فعاليات الندوة التي نظمتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع حول “حصيلة الحزب وأسئلة المستقبل” اليوم السبت بالرباط، أن التدبير يساهم في توسيع دائرة المنتمين لأن الحزب يكون في موقع القوة، والإقبال عليه يكون واسعا، مما يطرح إشكالا يتعلق بتدبير مرور المنتمين من مرحلة “مناضل” إلى مرحلة “مدبر” ، ذلك أن الوقت لن يكون كافيا لتنميط الملتحقين، ولذلك يقوم الحزب بتغليب عنصر الكفاءة والنجاعة على عامل النضال أو الصلاح، مما يفتح الباب لأصحاب المصالح أو الراغبين في تحقيقها.
كما توقف الباحث عند إشكال تدبير تعاقب الأجيال فالحزب فيه أربعة أجيال، ابتدأت بجيل التأسيس ووصلت الآن إلى جيل التواصل الاجتماعي، وفي ذات السياق أوضح أن الحزب سيواجه إشكالية تدبير مخلفات المنطق الإيديولوجي القائم على الصواب والخطأ والحلال والحرام، ما يدفع إلى صدامات بين القناعات المختلفة.
كما لفت إلى إشكال مواكبة الموقع التدبيري بمواصلة الإنتاج الفكري الإيديولوجي، وهو ما لم يقع أو كان ضعيفا بالنسبة للمتحدث، لأن الإنتاج الإيديولوجي كان من المفترض أن يتم بالفاعلين في الدائرة الدعوية وكان الأمر صعبا بالنسبة للحزب، مع ملاحظة أن مرحلة السبعينات والثمانينات كانت قوية في الانتاج الفكري في حين اليوم تراجع هذا الأمر بشكل عام.
مقاربة الحزب كحزب إسلامي
على هذا المستوى يرى الطوزي، أن تجربة الحزب بقيت مبصومة بتعدد مرجعياته ومسارات أعضائه وكان هناك توافقا على نقط على مستوى الحركي ولم يتم الحسم في بقية النقط، مشيرا إلى التباينات التي تقع في بعض الأحيان في مواقف بعض قيادات الحزب لاختلاف مساراتها وتنوعها.
ولم يخف الطوزي قناعته بأن الحزب عكس ما يشاع عنه، لاعلاقة له بحركة الإخوان المسلمين، رغم النهل من الثقافة المشتركة بينهما .
وانتقد الباحث تغليب الحزب منطق الديمقراطية المسطرية وليس الفلسفية باعتبار أن الحقيقة نسبية، كما انتقد عدم نجاح الحزب من المرور من حزب ذي مرجعية إسلامية إلى حزب محافظ، ليس بمعنى حزب غير حداثي ولكن محافظ حداثي.
تدبير الإكراهات
اعترف الطوزي أن موقع التدبير يفرض مجموعة من الإكراهات للحصول على التوافقات الممكنة، فبالتالي الحزب كان مرغما على اجتراح بعض الاختيارات الاقتصادية “النيوليبرالية”، وهذا ما جعل الحزب يؤدي الثمن سنة 2021.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.